لا تحزني..
إني أتيتك متعباً من خلف أسوار الطريق.
من بين أشواك الجروح..
لا تحزني..
إني ارتقيت بسلم المجد الذي علمتنيه..
ظمآن يا (صــــــــــــــروح العــــــلم) اسقيني..
اسقيني معالياً وشموخ وديمومة..
علميني كيف أضحك..؟ كيف أغفو..؟
كيف الحروف تخط من قلبي العليل..
ظمآن من غربة زمان ومكان ورفيق...!
أتيتك راجعاً ذليل بخطاي المتعبة أبحث عن طريق..
أين الطريق من بعدك....؟!
أتيتك أضحك بعد بكاء عاماً أوشك على نهايته..
ما أقساه يا مدرستي وما أقسى أيامه وأناسه ..؟!
عُدت لأرضك أبحث عن المطر..
[[ خريجة من أرضك أنا...؟]]
هل تذكريني..؟
أنا من أهداك عمراً طويل...!
وأهديته قلباً ينبض إيماناً وشموخ وعزة..؟!!
أهديتني حفظ الكتاب ويكفيني فخراً بذلك....
علمتني أن لا أخشى الأمل لأن الربيع آت رغم حلول الخريف..
ومثلما تأتي الليالي السود تأتينا الشموس..
ومهما بكينا على فقد الجميل نضحك في وجه الجديد وماهو قادم..
وأن الصباح سيشرق مهما طال الليل..
علمتني فأحسنتي التعليم.. وسأحسن السيرة يا مدرستي..
وسأرفع الشهادة فخراً بكِ.
وسأسقي الأعداء كأسا من الطين..
وسأبكي ذكرياتنا الجميلة..
لا تحزني..
إياك أن تتراجعي..واصلي على نهجك..وازرعي في أرضك
سنابل الخير لتحصدها لنا أجيالك..
ولتكوني في تعاليمك درساً لهم..
لا تحزني..
سألقي لكِ هذه الكلمات.. وأرحل من جديد..
سألقيها لتحرك معالمك وتهز أرضك..وأهديها لك بعد عاما كامل..
وأقول إني أتيتك متعباً من عثرات الطريق..
بداخلي ألف طعنة..وألف سؤال وجواب...!
بداخلي جراحاً تنزف..أتيتك بخاطري المكسور..
واشتقت لمقاعد الفصل وكلمات الإذاعة في كل صباح..
وتوجيهات مديرتي وحروفها الوضّاء..
لحقيبتي.. ومحفظتي.. وقلمي.. وكراستي..
لغرفة الجميلة وساحات أرضك وسماك..
أتيتكِ مشتاق لرشة مطر تسقي عطش ومرارة قلبي..
فلا تحزني....!
إني سأرحل من جديد وسأبتسم في كل فجر من بين آلاف الجموع
وأقول يوم سعيد في عمر أرضك يا مدرستي
اعجبتني الكلمات فاحببت ان انقلها لكم
_________________